| عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
زائر زائر
| موضوع: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الخميس مارس 13, 2008 4:38 am | |
| عقيدة أهل السنة والجماعة سماحة الإمام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وخليله، وأمينه على وحيه، نبينا، وإمامنا، وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه، إلى يوم الدين. أما بعد[1]:
فإن الله جل وعلا خلق الخلق لعبادته، وأمرهم بها سبحانه وتعالى، فقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)[2] سبحانه وتعالى، فخلقهم للعبادة وتكفل بأرزاقهم، كما قال في الآية الأخرى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا[3] وأرسل الرسل جميعاً لهذا الأمر العظيم؛ ليدعوا الناس إلى عبادة الله، ويأمروهم بها، ويوضحوها لهم، فقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ[4] هكذا جميع الرسل، بعثوا لهذا الأمر العظيم؛ ليأمروا الناس، أن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه، ويقول سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ[5].
وهذه العبادة التي خلقوا لها، وأرسلت الرسل بها، أمرهم بها سبحانه في مواضع من كتابه العظيم، كما في قوله تعالى في سورة البقرة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[6]، وقال في سورة النساء: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا[7]، وقال في سورة بني إسرائيل: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ[8]، وقال في سورة البينة: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ[9]، وقال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ، أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[10].
فهذه العبادة التي خلقوا لها، قد أمروا بها، وبينت لهم في كتاب الله، وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وبعث الله بها الرسل جميعاً.. وخاتمهم، وأفضلهم، وإمامهم، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بعث لذلك، بعثه الله يدعو الناس إلى عبادة الله وتوحيده والإخلاص له، ومكث في مكة بضع عشرة سنة، ثلاث عشرة سنة، يدعو الناس إلى توحيد الله وطاعة الله، يأمرهم أن يعبدوا الله وحده، وأن يخلعوا عبادة ما سواه، من الأصنام والأوثان والملائكة والأنبياء وغير ذلك، يقول: ((يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا))[11]، فأجابه الأقل، وأنكر دعوته الأكثرون، ولم يزل صابراً داعياً إلى الله عز وجل، حتى أمره الله بالهجرة إلى المدينة بعد ما اشتد أذى المشركين له وللذين انقادوا لما جاء به عليه الصلاة والسلام، فهاجر إلى المدينة ومكث بها عشر سنين يدعو إلى الله، ويعلم الناس شريعة الله، وأنزل الله عليه القرآن العظيم، بعضه في مكة وبعضه في المدينة وبينه للناس وأرشد الناس إلى ما دل عليه القرآن، وبين لهم ما أوحى الله إليه في ذلك، فإن الله أعطاه وحيين: القرآن، والوحي الثاني: السنة.
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى - يعني محمداً عليه الصلاة والسلام – وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[12] فالله أوحى إليه القرآن وأوحى إليه السنة، وهي أحاديثه عليه الصلاة والسلام وما بينه للأمة من شرع الله، فتلقى الصحابة رضي الله عنهم عنه هذا الدين العظيم، دين الإسلام، ونقلوه إلينا غضاً طرياً، وهكذا نقله التابعون عن الصحابة وهكذا أتباع التابعين، ولم يزل أهل العلم ينقلون هذا العلم، من جيل إلى جيل ومن قرن إلى قرن، ويكتبون فيه الكتب الكثيرة، ويوضحون للناس دعوة نبيهم عليه الصلاة والسلام، وما بينه الكتاب العظيم القرآن من دين الله، فعقيدة المسلمين التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة، هي ما بين الله لعباده في كتابه العظيم، وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام، وتلقاه الصحابة عن نبيهم رضي الله عنهم، وبلغوه للناس، هو دين الله وهو توحيد الله وطاعته، واتباع رسوله وترك ما نهى عنه والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، هذا هو دين الله وهذا هو العقيدة التي درج عليها سلف الأمة، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، الإيمان بالله ورسوله والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، والعمل بذلك قولاً وعملاً وعقيدة، عن محبة وانقياد وإخلاص وموالاة ومعاداة، فالإيمان بالله ورسوله: هو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، من الطاعات القولية والفعلية.
على المؤمن أن يتلقى ذلك عن كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، كما تلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعده من السلف الصالح وقد بينه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، شرح للناس دين الإسلام والإيمان والإحسان، وأوضح للناس أوامر الله ونواهيه قولاً وعملاً.
عدل سابقا من قبل صقر العروبه في الخميس مارس 13, 2008 4:43 am عدل 1 مرات |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الخميس مارس 13, 2008 4:39 am | |
| فعقيدة أهل السنة والجماعة هي العمل بكل ما أخبر الله به ورسوله، وبكل ما أمر الله به ورسوله، عن إيمان صادق وإخلاص لله، ومحبة ورغبة ورهبة، فهم يؤدون أوامر الله، وينتهون عن نواهي الله، ويقفون عند حدود الله عن إيمان بالله ورسوله، وعن إخلاص وصدق، وعن رغبة ورهبة لا رياء ولا سمعة، ولا نفاقاً ولكن عن إيمان وعن صدق.
وهذه العبادة التي خلقوا لها سماها الله إسلاماً، وسماها إيماناً وسماها تقوى، وسماها هدى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ[13]، وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى[14]، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ[15]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ[16]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ[17]، قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا[18].
فهي إيمان وإسلام وهدى، وتقوى وبر وصلاح وإصلاح، هذه العقيدة التي درج عليها أهل السنة والجماعة، وهي دين الله، الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم، وبعث به جميع المرسلين، قول وعمل وعقيدة، قول باللسان وعمل بالجوارح، وعقيدة بالقلب عن محبة وعن إخلاص، وعن صدق وعن رغبة ورهبة، وجميع ما جاءت به الكتب والرسل يندرج تحت الإيمان، بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، كما قال جل وعلا: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ[19]، وقال تعالى: قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا[20] الآية، وقال تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ[21] الآية، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ[22] الآية.
فدين الإسلام وعقيدة أهل السنة والجماعة، هي الإيمان بالله قولاً وعملاً وعقيدة، ويدخل في الإيمان ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم لجبرائيل لما سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان، بين له أركان الإسلام الخمسة، وأركان الإيمان الستة، والإحسان قال: ((الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، قال: ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))[23]، هذا هو دين الله، عند التفصيل إسلام وإيمان وإحسان، فالإسلام ما أمر الله به ورسوله من الأعمال الظاهرة، تسمى إسلاماً يعني خضوعاً لله، الإسلام الانقياد والذل لله، سمى الله دينه إسلاماً؛ لأن المسلم ينقاد لله ويذل له، ويؤدي حقه عن خضوع وذل وانكسار، وهذا هو العبادة، سمي عبادة لهذا، سمي الدين كله عبادة؛ لأنه يؤدى بالذل والانكسار والخضوع لله سبحانه وتعالى، فالعبادة التي خلقنا لها هي: الإسلام وهي دين الله وهي الإيمان والهدى، فقوله صلى الله عليه وسلم: ((الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله...)) إلخ، داخل في قوله أن تؤمن بالله.
فالعقيدة التي تلقاها أهل السنة والجماعة، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وتلقاها أصحاب النبي عن رسول الله، هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. |
|
| |
زائر زائر
| |
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الخميس مارس 13, 2008 4:40 am | |
| فله الكمال المطلق في علمه وقدرته وحياته، وفي كل شيء سبحانه وتعالى، لا شريك له ولا شبيه له ولا كفو له. وأسماؤه وصفاته جاءت مفصلة ومجملة، فصلها في الإثبات: إن الله عزيز حكيم غفور رحيم، سميع بصير عليم حكيم، على كل شيء قدير، مفصلة في إثباتها، ومجملة في نفيها، جمع سبحانه بين النفي والإثبات، نفي مجمل وإثبات مفصل، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ. كل هذا نفي مجمل، وفيه نفي مفصل، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، ولكنه قليل، الغالب على النفي: الإجمال، نفي النقائص والعيوب، والمشابهة لخلقه.
وفصل صفاته الثابتة في كتابه العظيم إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ[34]، إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[35]، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)[36].
إلى غير هذا مما بين سبحانه من أسمائه وصفاته جل وعلا، فعلى العبد أن يؤمن بذلك، وبكل ما أخبر الله به ورسوله من أسماء الله وصفاته، على الوجه الذي يليق به سبحانه، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، نؤمن بذلك على الوجه الذي يليق به سبحانه، ليس له مثيل ولا نظير ولا كفو ولا ند، جل وعلا، فعلمه كامل ليس كعلمنا، قدرته كاملة ليست كقدرتنا، بصره كامل ليس كبصرنا، وهكذا بقية صفاته سبحانه وتعالى، وهكذا يسمع ويبصر ليس كسمعنا وبصرنا، بل هو أكمل وأعظم، وهكذا موصوف بأن له يداً، بل يداه مبسوطتان، سميع بصير، وله قدم كما في الحديث الصحيح: ((لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع الجبار فيها رجله – وفي رواية – قدمه، وينـزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول قط قط أي حسبي حسبي))[37] لا مثيل له في سمعه ولا في بصره، ولا في يده، ولا في وجهه ولا في قدمه ولا في غير ذلك، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ[38]، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[39].
وهذه الصفات التي وصف بها نفسه، نصفه بها، ونقول كما قال: له وجه وله يدان، وله سمع وله بصر وله قدم، وله أصابع كلها تليق به، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا، جاء في الحديث الصحيح: ((إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء))[40].
وعرفت أيها المسلم: أن الإيمان بالكتب، يشمل الإيمان بجميع الكتب المفصلة والمجملة، نؤمن بكتب الله المنـزلة على رسله وأنبيائه، وما سمى الله نسميه من التوراة والإنجيل، والزبور وصحف إبراهيم وصحف موسى، وما سمى الله نسميه وأعظمها القرآن وهو خاتمها.
وهكذا الملائكة نؤمن بهم إجمالاً وتفصيلاً، من سماه الله سميناه: كجبرائيل وميكائيل، ومن لم يسمه الله نقول: لله ملائكة، لا يحصيهم إلا الله جل وعلا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأنهم: في البيت المعمور الذي فوق السماء السابعة، على وزان الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه مرة أخرى، كل يوم سبعون ألف ملك للتعبد، ثم لا يعودون إليه، فمن يحصيهم إلا الله جل وعلا. وله ملائكة يتعاقبون فينا، يشهدون معنا الصلوات، فإذا صلى الناس الفجر عرج الذين باتوا فينا، وبعد العصر يعرج الذين فينا من النهار، وينـزل أهل الليل يجتمع في صلاة الصبح ملائكة يتعاقبون فينا، يشهدون على أعمال العباد وما شاهدوه منها، يسألهم ربهم وهو أعلم، إذا عرجوا إليه: كيف تركتم عبادي، فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون، ومعك أنت يا عبد الله كل واحد منا معه ملكان يكتبان أعماله، هذا يكتب حسناته وهذا يكتب سيئاته. مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[41]، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) َيعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)[42]. فجدير بك يا عبد الله أن تحرص على إملاء الخير على هؤلاء الملائكة، إملِ الخير، إملِ عليهم ما ينفعك ويرضي الله عنك، من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والدعوة إلى الله وتعليم الخير والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، إلى غير هذا من وجوه الخير وهكذا العمل، فهم يكتبون كل شيء، وعلينا أن نؤمن باليوم الآخر، علينا جميعاً على جميع المكلفين من الجن والإنس، الإيـمان باليوم الآخر، يدخل فيه كل ما أخبر الله به عن يوم القيامة، كله داخل في الإيـمان باليوم الآخر، الجنة والنار والحساب والجزاء، توزيع الكتب على الناس، والمرور على الصراط يوم القيامة، مرور المؤمن على الصراط إلى الجنة، إلى غير هذا من كل ما فرضه الله ورسوله في اليوم الآخر، علينا أن نؤمن بذلك وأن الله يبعث عباده بعد مماتهم في آخر الزمان عند قيام الساعة، يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، فلا يبقى إلا الأشرار في خفة الطير وأحلام السباع، يأتيهم الشيطان ويزين لهم الشرك بالله وعبادة غير الله، فيعبدون غير الله وتمتلئ الأرض من شركهم وكفرهم، وضلالهم، وعليهم تقوم الساعة، نسأل الله العافية، فالله جل وعلا يحكم بين عباده يوم القيامة ويجازيهم بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر، كما قال جل وعلا: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى[43]، وقال جل وعلا: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[44]، وقال سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا[45]، ويقول سبحانه: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ[46]. |
|
| |
زائر زائر
| |
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الخميس مارس 13, 2008 4:41 am | |
| فأنت يا عبد الله حاسب نفسك، وهكذا أنتِ يا أمة الله حاسبي نفسك، كل يحاسب نفسه، ينظر ماذا قدم وماذا فعل، هل أدى حق الله، هل استقام على دين الله، هل أدى واجب الله، هل ترك محارم الله، هل وقف عند حدود الله، هل أدى ما عليه لإخوانه، وهكذا الزوج يحاسب نفسه، هل أدى حق زوجته، هل أنصفها، هل أدى حق والديه، هل أدى حق أولاده وقراباته.
وهكذا الزوجة، المرأة تحاسب نفسها، تنظر هل أدت حق زوجها، هل أدت حق والدها وأقاربها، كل ذلك مطلوب، كما أن على كل منهما أن يؤدي حق الله، وهكذا حق المخلوق أيضاً. حق الله أعظم وأكبر، ولكن أوجب عليك حقوقاً لغيرك، أوجب عليك حقاً لوالديك، ولزوجتك ولأولادك ولإخوانك المسلمين، عليك أن تؤديه، وهكذا المرأة عليها أن تؤدي حق الله الذي عليها لربها، ولزوجها ولقراباتها وللمسلمين. ومن الحق على الجميع الدعوة إلى الله، وتعليم الناس للخير، والنصح لله ولعباده، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا من حق الله على الجميع، التواصي بالحق والتناصح وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)[60].
من الحق على الجميع التعاون على البر والتقوى، يقول سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى[61]، فالواجب على كل إنسان، أن يحاسب نفسه، هل أدى الحق الذي عليه لله ولعباده، ولا شك أنه متى حاسب نفسه وناقشها، وجد التقصير، فعليه أن يكمل، عليه أن يستقيم، وعليه أن يجاهد نفسه لله، حتى يؤدي الحقوق التي لله ولعباده.
وأهل السنة والجماعة يؤمنون أيضاً بكلام الله، وأنه يكلم أهل الجنة، ويكلم عباده يوم القيامة، ويسمعون كلامه سبحانه وتعالى، ويسلم على أهل الجنة ويقول: ((هل رضيتم؟ فيقولون يا ربنا ما لنا لا نرضى، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، ألم تثقل موازيننا، ألم تدخلنا الجنة، ألم تنجنا من النار، قال: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ قالـوا: وأي شيء أفضل من ذلك؟ قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً))[62] هذا من فضله وجوده جل وعلا.
وجميع ما يقوله أهل السنة والجماعة، كله موزون بالكتاب والسنة والإجماع، فدين الله مبني على هذه الأصول الثلاثة، على كتاب الله القرآن، وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى إجماع سلف الأمة.
وأهل السنة وأهل الجماعة هم المستقيمون على دين الله ورسوله، هم التابعون للحق، هم المنقادون لشرع الله، فهم يؤمنون بأن القرآن الكريم كلام الله منـزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، ويؤمنون بما جاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن أمة محمد تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، والفرقة الناجية هم المؤمنون به، وهم أهل السنة والجماعة، وهم المستقيمون على دينه وعلى اتباع شريعته، هم أهل السنة والجماعة، هم الفرقة الناجية، واثنتان وسبعون متوعدون بالنار إما لكفرهم، وإما لبدعهم ومخالفاتهم، أما أهل السنة والجماعة، فهم الذين استقاموا على دين الله، قولاً وعملاً وعقيدة، واتبعوا شرع الله ونصحوا لله ولعباده، وتباعدوا عن مساخطه، فهؤلاء هم أهل السنة والجماعة، هم أهل الحق، هم الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وأتباعهم بإحسان، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، كما نسأله سبحانه أن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، كما نسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن يعينهم على كل خير، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين، وأن يعيذهم من دعاة الباطل ونزغات الشيطان، ومن كل ما يخالف أمره سبحانه، وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن ينصر بهم الحق، ويخذل بهم الباطل، إنه جل وعلا الجواد الكريم وصلى الله عليه وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
[1] محاضرة ألقاها سماحته في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض بتاريخ 7/6/1415هـ.
[2] سورة الذاريات، الآيات 56- 58.
[3] سورة هود، الآية 6.
[4] سورة النحل، الآية 36.
[5] سورة الأنبياء، الآية 25.
[6] سورة البقرة، الآية 21.
[7] سورة النساء، الآية 36.
[8] سورة الإسراء، الآية 23.
[9] سورة البينة، الآية 5.
[10] سورة الزمر، الآيتان 2، 3.
[11] أخرجه الإمام أحمد في مسند المكيين، حديث ربيعة بن عباد الديلي رضي الله عنه برقم 15593 بلفظ: "يا أيها الناس...."، وابن حبان 14/6562.
[12] سورة النجم، الآيات 1 – 4.
[13] سورة آل عمران، الآية 19.
[14] سورة النجم، الآية 23.
[15] سورة الحجر، الآية 45.
[16] سورة النساء، الآية 1.
[17] سورة النساء، الآية 136.
[18] سورة البقرة، الآية 136.
[19] سورة البقرة، الآية 177.
[20] سورة البقرة، الآية 136.
[21] سورة البقرة، الآية 285.
[22] سورة النساء، الآية 136.
[23] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان برقم 8.
[24] سورة الحديد، الآية 25.
[25] سورة البقرة، الآية 136.
[26] سورة البقرة، الآية 177.
[27]
http://www.binbaz.org.sa/mat/8771 |
|
| |
صدى الذكرى .₪. مــشــرف .₪.
عدد الرسائل : 451 مــزاجي : تاريخ التسجيل : 16/03/2008
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الخميس مارس 20, 2008 5:36 pm | |
| مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
و الله يجزاك الخير | |
|
| |
%مجــــافــــي% .₪. غـــلا نـشـيـط .₪.
عدد الرسائل : 70 تاريخ التسجيل : 24/03/2008
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الإثنين مارس 24, 2008 1:23 pm | |
| مشكوور .. ياصقر العروبه .. وجزاك الله خير .. وجعلها الله في مواازين حسناتك .. | |
|
| |
المجروح .₪. الـــمـــديــر الـعـام .₪.
عدد الرسائل : 1444 العمر : 34 العمل/الترفيه" لعب كرة القدم : كرة القدم _ الانترنت مــزاجي : تاريخ التسجيل : 14/02/2008
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الإثنين مارس 24, 2008 1:26 pm | |
| صقر العروبه
جعلها الله في موازين حسناتك وما قصرت تحياتي المجروح | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الثلاثاء مارس 25, 2008 7:28 am | |
| صدى الذكرى
شاكرا لهذا المرور الغني بالنسمات الرقيقة الحالمة ..
كل الرقة والاحساس يتجلي دوما بمرورك العذب ..
شكرا لهذا الرونق الذي سكن الحروف من تواجدك ..
فكم اسعدني كثيرا مرورك العاطر ..
وكم راق لي تشريفك الراقي ..
الله يعطيك العافيه يارب ..
صقر العروبه
|
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الثلاثاء مارس 25, 2008 7:29 am | |
| %مجــــافــــي%
شاكرا لهذا المرور الغني بالنسمات الرقيقة الحالمة ..
كل الرقة والاحساس يتجلي دوما بمرورك العذب ..
شكرا لهذا الرونق الذي سكن الحروف من تواجدك ..
فكم اسعدني كثيرا مرورك العاطر ..
وكم راق لي تشريفك الراقي ..
الله يعطيك العافيه يارب ..
صقر العروبه
|
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الثلاثاء مارس 25, 2008 7:29 am | |
| المجروح
شاكرا لهذا المرور الغني بالنسمات الرقيقة الحالمة ..
كل الرقة والاحساس يتجلي دوما بمرورك العذب ..
شكرا لهذا الرونق الذي سكن الحروف من تواجدك ..
فكم اسعدني كثيرا مرورك العاطر ..
وكم راق لي تشريفك الراقي ..
الله يعطيك العافيه يارب ..
صقر العروبه
_________________ |
|
| |
ملكة بكبريائي .₪. مـراقـبـة .₪.
عدد الرسائل : 1205 العمل/الترفيه" لعب كرة القدم : الشعر والخواطر مــزاجي : تاريخ التسجيل : 23/02/2008
| موضوع: رد: عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة الجمعة أبريل 18, 2008 7:00 am | |
| مشكوور خوي ع الموضوع الرائع
الله لايحرمنا من تواجدك وتفاعلك
اختك:::
ملكة بكبريائي | |
|
| |
| عقـــــيــــــــــدة أهل الســــــنـــــــــــــة والجمـــــــــــاعــــــــــــــــة | |
|