بسم الله الرحمن الرحيم ...
قصة حقيقية دارت احداثها في احدى دول الخليج
فقد تقدم سعود لخطبة ريم التي رفضت فكرة الزواج من اساسها بحجة كل البنات (( اكمال التعليم )) لكن امها و اباها اقنعاها بالقول
و لا سيما المتقدم شاب ذو اخلاق حميدة و مستقيم في حياته .. ينتمي لعائلة كبيرة و يعمل بوظيفة محترمة و كل من يعرفه يمتدح اخلاقه و يتمنى مصاهرته
بعد الحاح الوالدين وافقت ريم و جاء سعود ليرى ريم و تراه و اعجبا ببعضهما البعض و حددت العائلتان موعدا للاتفاق على باقي الامور الروتينية كالمهر و غيره
و في الموعد المحدد حضر سعود و والده و اثنان من اعمامه يحملون معهم علبة المهر
و حين تطرق الحديث الى هذا الموضوع و طلب الحاضرون من والد ريم تحديد مهرها قام والدها بفتح علبة المهر و تناول منه ريالا واحدا فقط و قال :
هذا هو مهر ابنتي
فتعجب الحاضرون و طلبوا منه ان ياخذ مهر ابنته لكنه اصر على رفضه قائلا :
انني اشتري رجلا
و لم يستطع اهل الشاب اقناع الوالد فاستسلموا امام رفضه و رضوا بقراره
مرت ايام الخطوبة و جهزت ريم نفسها ليوم الفرح الكبير و دخلت ريم على زوجها الذي استقبلها بقوله :
(( هلا يا ام ريال ))
شعرت ريم بحرج شديد لسماعها هذه الكلمات لكنها تغاضت عنها لانها لا تريد اثارة المشكلات من اللحظات الاولى لحياتها الزوجية و اعتبرتها مزحة ثقيلة الدم فحسب
لكن سعود و مع مرور الايام لم يتخل عن مزحته السمجة تلك و ظل يكرر كلماته و اصبح (( ام ريال )) مسماها الذي يناديها به سعود زوجها
لا بل زاد من جرعة مزحته حين قارنها بعلبة البيبسي التي تساوي ريالا واحدا حين قال لها :
تشوفين علبة البيبسي هذي ؟ تراها تسواك .. كلكم بريال ..
و قهقه ضاحكا بينما كانت ريم تغلي و من الداخل ثورة لم تستطع ان تكبح جماح غضبها
و لا ان تكتم سرها .. فذهبت لامها التي كانت تشعر بضيق ابنتها منذ مدة و سردت ريم لها القصة و هي تبكي و طلبت اليها الا تخبر والدها بالامر
و لكن الام انتفضت لكرامة ابنتها
و قالت لها :
يا ابنتي ابوك قد اخطأ و لابد ان يصحح خطأه و كثيرا ما كنت اقول له ان هذا التصرف يقلل من شأن ابنتك فالناس الان تقاس بالمال و لكن لم يستمع الي الان يرى نتيجة تصرفه
انت يا ابنتي لك كرامتك و نحن لم نبعك
و طمأنتها امها
و طارت الزوجة لزوجها و طلبت اليه ان يصلح خطأه بحق ابنته حين حدد مهرها بريال واحد تقديرا للشاب و عائلته و ما ان انتهت الام من سرد قصة ابنتها على مسامع والدها حتى اقسم الا تخرج ابنته الى دارها الا بعد ان يسترد اعتبارها و كرامتها التي اهدرت
جاء سعود لياخذ زوجته الى بيتهما فاستقبله ابوها الذي طلب اليه ان يذهب و يخبر اباه و اعمامه بدعوتهم لتناول القهوة عنده بعد صلاة المغرب
لم يفكر سعود بالامر و لا بسبب هذه الدعوة و ذهب فاخبر والده و اعمامه برغبة ابو ريم باستقبالهم في بيته
حضر الجميع و ما ان استقر بهم المجلس حتى نادى ابو ريم ابنه الصغير محمد و اعطاه ريالا و طلب اليه ان يذهب الى البقالة ليشتري علبة بيبسي
استغرب الحضور و ضحكوا فيما بينهم
لكن سعود لم تصله الرسالة بعد احضر الصغير علبة البيبسي و وضعها على الطاولة ثم اخرج ابو ريم ريالا اخر و اعطاه لمحمد و طلب منه ان يحضر علبة اخرى وسط استغراب الحاضرين و دهشتهم
و هنا امتقع وجه سعود و فهم تلميح عمه
احضر محمد العلبة الثانية و كرر ابو ريم طلبه الى محمد باحضار علبة ثالثة
وضع ابو ريم العلب البيبسي الثلاث بجانب بعضها و خاطب والد سعود و اعمامه بقوله:
حياكم الله .. الان استطيع ان اخبركم عن سبب استدعائكم
لقد اخذت منكم مهر ابنتي ريالا واحدا فقط و لكن ابنكم لم يقدرها و اخذ يعايرها و يساويها بعلبة البيبسي فانا الان قد غيرت رأيي و ساخذ ابنتي و انتم تاخذون بدل ريالكم ثلاث علب بيبسي
صعق الحضور لسماع كلام ابو ريم و شعروا بالحرج و الخجل لفعل ولدهم سعود فدارت به الدنيا و كاد ان يغمى عليه و قطع ابو سعود الصمت و قال :
انا في غاية الحرج منكم و اطلب ان تسامحونا اما سعود فلي معه حديث اخر و اما ابنتك فتعود الى بيتها معززه مكرمه و انا اضمن لك ان ما حدث لن يتكرر
رد عليه والد ريم بقوله :
احترم كلامك و اقدره يا ابو سعود و لكن لن تخرج ابنتي من بيتي الا بثلاث مئة الف ريال مهرا
فعندما رفضت اول مره اخذ المال توقعت انها ستكبر في عيونه لكن مع الاسف اكتشفت العكس
صمت الحاضرون و قال احدهم : هذا من حقك و من حق ابنتك و ذهبوا فجمعوا المال و قدموه لريم
تعليق الشباب يشتكون من غلاء المهور..
و اذا اهل العروس تغاضوا عن المهر بالشيء القليل تكون النتيجة مثلما رأينا في القصة..
ترى من المذنب في هذه القضية.. ؟
شاركونا بارائكم..