ان اضرار التدخين عديدة، وأكثر من يعرفها المدخن نفسه وذكر مضار التدخين ربما لا يؤثر في المدخن كثيرا لإلمام أغلب المدخنين بها، وذلك نظرا لتعودهم على الدخان والادمان عليه وعدم تولد الارادة الصادقة لتركه، يجعلهم مأسورين لهذه العادة,, إلا ان هناك جانبا مهما من مضار التدخين احسب ان بعض المدخنين ليسوا على دراية كافية به ألا وهو تأثير التدخين على البيئة المحيطة بالتدخين أو ما يسمى بالتدخين السلبي.<BR>آثار التدخين السلبي عديدة وهي تماثل تأثير التبغ على المدخن نفسه واجدها فرصة مناسبة لذكر قصتين واقعيتين عن مشاكل التدخين السلبي, القصة الأولى لسيدة تبلغ من العمر 45 سنة راجعت العيادة الطبية لمشكلة مزمنة عبارة عن سعال مصحوب ببلغم وصار يظهر معه دم مؤخرا, كذلك كانت تعاني من فقدان الشهية للطعام ونقص في الوزن وتغير في لون الجلد, الفحوصات الطبية بينت ان لديها استسقاء في الصدر وعند سحب المياه من الجهة اليمنى من الصدر تبين للأسف وجود احتمالية ورم خبيث, وتأكد ذلك عند الحصول على عينة من هذا الورم والذي يحدث عادة عند المدخنين, وأصبح هناك بعض الحيرة والصعوبة حول سؤال هذه المرأة التي لا يظهر عليها أنها قد تكون مدخنة ولكن لابد من السؤال والذي كانت اجابته معروفة مسبقا وهي النفي, وبزيادة الاستقصاء اتضح انها تتعرض لدخان السجائر وتستنشقه بشكل يومي منذ أكثر من 30 سنة, في البداية كان والدها وبعد ذلك زوجها الذي كان مدخنا شرها ولا يطيب له التدخين إلا داخل منزله أو سيارته بين زوجته وأطفاله, ولم تفلح جميع وسائل هذه السيدة المسكينة في التوسل الى زوجها كي يبتعد عن التدخين أو على أقل تقدير ألا يدخن امامها وامام ابنائها, ان هذه السيدة جنت ذنبا لم تقترفه.<BR>أما القصة الواقعية الأخرى فهي لسيدة تبلغ من العمر 65 عاما تبين بعد الفحص الروتيني أن لديها بقعة كبيرة في الرئة لا يعرف سببها وتم اكتشافها صدفة عند عمل أشعة الصدر, وتم عمل الفحوصات المعتادة في تلك الحالات وتبين انها بداية ورم خبيث يحدث عادة عند المدخنين, وكسابقتها لم تكن السيدة مدخنة وبعد الاستقصاء تبين ان ابنها مدخن شره ويكثر من التدخين أمامها لسنوات عديدة أدت الى اصابتها بهذا المرض الخبيث والذي شفيت منه بعد استئصاله جراحيا.<BR>هذه ليست الأمثلة الوحيدة لمشاكل التدخين السلبي أي تعرض الغير لدخان سجائر المدخن ولكنها من أكثر القصص المأساوية فالتدخين السلبي له مشاكل اجتماعية وصحية عديدة, فمن المشاكل الاجتماعية:<BR>1- ان غير المدخنين لا يتمكنون من استنشاق هواء نقي خال من الغازات السامة لأن الهواء تلوث بالدخان.<BR>2- ان غير المدخن لا يستمتع بوقته خارج منزله للمضايقة المستمرة التي يتعرض لها.<BR>3- تعود أطفال المدخنين على التدخين منذ صغرهم واعتباره انه أمر عادي ولابد أنهم في يوم ما سيصبحون مثل والدهم.<BR>4- سهولة حصول الأطفال على السجائر وعدم القدرة على اكتشاف أنهم مدخنون لأن رائحة الدخان تعم المنزل ويعتقد الوالدان ان رائحته بسبب تلوث المنزل بدخان أحد الوالدين.<BR>5- تشبع أثاث المنزل أو السيارة بالدخان وهذا يقصر اعمارها لتشبعها بالعديد من الكيماويات.<BR>6- تعرض مجالس المدخنين لشبهة التدخين خاصة عندما تتشبع ملابسهم برائحة الدخان.<BR>أما المشاكل الصحية للتدخين فهي عديدة وتماثل الأثار الصحية التي يتعرض لها المدخن نفسه وانما بنسب أقل وأهمها:<BR>1- أمراض الرئة مثل الحساسية ومرض الانسداد الرئوي المزمن.<BR>2- حساسية الأنف والعين.<BR>3- أمراض القلب.<BR>4- الأورام الخبيثة التي تصيب الفم والبلعوم والرئتين وكثيرا من أجزاء الجسم.<BR>ان النصيحة التي توجه بشكل دائم للمدخنين هي ان يسعوا الى الوصول الى الارادة الصادقة التي توصلهم الى ترك التدخين واكتساب الأجر الكبير من ذلك اما اذا أصر المدخن على الاستمرار في التدخين على الرغم من رغبته الصادقة في تركه، فمن الواجب عليه ان يتقي الله في نفسه وفيمن حوله من أقارب وأصدقاء والمجتمع ككل بألا يدخن أمام أهله وبينهم في السيارة أو في المنزل، وألا يدخن في الأماكن المغلقة مثل المطاعم والمصاعد والمطارات وغيرها ومن المؤكد ان المدخن لا يرغب أبدا في انتقال هذه العادة الى غيره والى أعز الناس له.<BR>