السلام عليكم
الأمراض وكما نعلم هي خلق من خلق الله يسلطها على من يشاء وكيفما يشاء ، ولكن الله لم يخلقها عبثاً فهناك غاية أرادها الله من خلقه لها يعلمها هو وطلب من الإنسان الصبر عليها وطلب الدواء ...
والمرض هو في أنسب تعريف له : إظلام الطبيعة واضطرابها بعد صفائها واعتدالها
وهناك من يظن أن الله بخلقة لهذه الأمراض فغنه ظالم لعبادة ...... فأين ذلك الظلم ؟؟؟؟؟؟
فالإنسان الصابر الذي يفوز بالجنة مقابل عذاب سنوات وأيام فإنه يكون قد حصل على كرم عظيم ومنة بالغة بأن أدخله الله الجنة بمرضة .. كيف لا وهو عز وجل يملك أن يعذبه وأن لا يدخله الجنة ...
إن الله بعدله وكرمة قد جعل من المرض إن احتسبه العبد عند الله تكفيراً للسيئات والذنوب ، وإن هذا المرض هو لخير أراده الله عزوجل لذلك الإنسان .. فليفرح المتذمرون من الأمراض وليصبروا وسينالون الجنة بإذن الله تعالى ...
والله إذا أراد بعبد مؤمن خيراً وكانت حسناته لا تكفي لدخوله الجنة فإن الله عزوجل يبتليه حتى يخرج من الدنيا وما عليه ذنب فيدخله الجنة بإذنه تعالى .. قال الله عزوجل في حديث قدسي : " وعزتي وجلالي لا أخرج أحداً من الدنيا أريد أن أغفر له حتى استوفي كل خطيئة في عنقة بسقم في بدنه أو تضييق في رزقة " ...
فأي كرم أكبر من هذا الكرم بأن يهيء الله لعبادة الأسباب الموجبه للجنة إن قصرت طاعاتهم وما عليهم إلا الصبر على ذلك البلاء ...
... فعن ابن مسعود ( رضي الله عنه ) قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً فتبسم ، فقلنا ك يا رسول الله ممَ تبسمن ؟ قال : تعجباً للمؤمن من جزعه من السقم ، ولو كان يعلم ماله في السقم أحب أن يكون سقيماً حتى يلقى الله ، ثم تبسم ثانية ورفع رأسه إللى السماء ، قلنا : يا رسول الله ممَ تبسمت ورفعت رأسك إلى السماء ؟ قال : عجبت من ملكين نزلا من السماء يلتمسان عبداً مؤمناً كان في مصلاه يصلي فلا يجداه ، فرجعا إلى الله فقالا : يا رب عبدك فلان المؤمن قد حبسته في حبالك فلم نكتب له شيئاً من عمله ، فقال : اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمله في يومه وليلته ولا تنقصوا منه شيئاً فعلي أجر ما حبسته وله أجر ما كان يعمل.
منقول