النصرة متى نحييها يا نساء المسلمين؟

[size=21]النصرة متى نحييها يا نساء المسلمين؟





بقلم / د.حياة با أخضر.


الدعوة إلى النصرة بين النساء:

إن العداء المستحكم والمستمر بين الإسلام الدين الحق وغيره من العقائد
والأديان الباطلة من سنن الله تعالى في كونه ، ولن يتوقف إلى قيام الساعة .
لذا سنظل نقرأ ونشاهد ألواناً من الحرب علينا بألوان متعددة ومن أطياف مختلفة وبثقافات متباينة ولكن هل معنى هذا أن نرضى أو نغضب في صمت وحزن وهمس؟

شرعاً وعقلاً وعرفاً أن هذا لا ينبغي ولكن لنتأمل السيرة النبوية
ولنأخذ منها الدروس والعبر في كل حياتنا وأخص بالذكر هنا نحن معشر النساء
, وإن سئلت لماذا؟ فلأننا كل المجتمع فنحن النساء قلب كل مجتمع بصلاحنا
يصلح وبفسادنا يفسد , نحن النساء نصف المجتمع ونشارك النصف الآخر حياته ،
بل نحن من نلده ونربيه , ونحن حصن الأمة في الداخل الذي بقوته تكون قوة
الخارج , نحن حنان القلوب المجهدة ومودة البيوت وسكنها , نحن النساء قوة
الإسلام ، وقد عرف أعداؤنا سرنا فمازالوا يوجهون سهامهم المسمومة نحو
نحورنا ، ولكن بموت بطيء يعطي نتائج دائمة تزعزع الثوابت وتحيل البنية
الاجتماعية هشة رثة .
لذا أخاطب نساء المسلمين عامة ونساء بلادي الحبيبة خاصة فأقول:
لننظر إلى مظهرنا الخارجي والداخلي ولنبدأ عملية
محاسبة دقيقة بنية التمسك بكل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في نفسه
ومع نسائه والصحابيات ـ رضي الله عنهن ـ لنحاول كبداية أن نركز على هذا
الجانب فقط , فإن صلح نوسع حياتنا مع السيرة في كل حياتنا .


[size=25]أولا: حجابنا:

لتنظر كل واحدة منا إلى حجابها ولنطرح هذه الأسئلة :
قضية غطاء الوجه التي كثر فيها الطرح و اعتبرت مسألة خلافية لا حل نهائي
لها , وتكلم فيها من يعرف ومن لا يعرف , هل نعلم نحن النساء أن موضوعها
يسير جدا ؟ كيف؟ .


المذاهب الأربعة المعمول بها خلاصتها في الحجاب:
أن المذهب الحنبلي وأكثر الشافعية والمتأخرون من الحنفية والمالكية يرون وجوب غطاء الوجه؛ لأنه عورة .
أما المتقدمون من الحنفية والمالكية وبعض الشافعية فيرون أنه يجب غطاء
الوجه إذا لم تؤمن الفتنة ، والفتنة غير مأمونة فالنتيجة وجوب غطاء الوجه
عند الجميع ، وقد قتل هذا الموضوع بحثا وترجيحا بما يغني ، وأحيل كل مسلمة
لكتاب أدلة الحجاب للشيخ إسماعيل المقدم فقد رد على جميع الشبه التي تطلق
لإباحة كشف الوجه ورد عليها .
ولكن لنقف قليلا ولنقل لبعضنا كنساء مسلمات : نحن
نحب محمداً صلى الله عليه وسلم وبالتالي نحب كل ما يحبه ـ فداه أبي وأمي ـ
وممن يحبهم نسائه فهل بلغنا أن إحدى أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ
خرجت كاشفة الوجه فضلا عن لبس حجاب متبرج أو أظهرت شعرها ويديها وقدميها
في زينة ؟ حاشاهن العفيفات الطاهرات ، حاشاهن وقد رباهن صلى الله عليه
وسلم .
إذن تأملي حجابك يا مسلمة يا من خرجت تبكين على الاستهزاء بخير خلق الله ،
يا من أنشأتِ جمعيات ولجان خيرية للنصرة وشاركتِ فيها يا من كتبتِ ووزعتِ
كل ما يعين على النصرة هل حجابك مثل حجاب زوجات من تنصرينه ؟ .

أختي المسلمة:
أنت الآن في قمة
العاطفة للنصرة فكيف نراك مختلطة بالرجال ، بل وتنادين بذلك ؟ كيف نراك
قوية في النصرة القولية وقوية في حجابك المتبرج ونجد تنافسا عجيبا في كشف
الوجه بين نساء بلادي الغاليات ، ونجد نساء المسلمين يتسابقن لارتداء حجاب
لا يمت بصلة لحجاب أمهات المؤمنين .
تخيلي معي لو وقفت الآن أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وأنت بهذا الحجاب
الذي لا يرضي الله وسألك عن اتباعك لسنته والوحي الذي جاء به بواجبه
وحرامه ، وسألك عمن هن قدوتك أهن نساءه الطاهرات العفيفات أم فتاوى علماء
يفتونك بما تحبين أم نساء فاسقات , ماذا سيكون جوابك؟ .
هل ستتجرئين على القول : أقنعني أولاً يا رسول الله أم ستبادرين إلى الفعل ؟ .


ثانياً: أزيائك:

أختي المسلمة :

انظري لأزيائك ، أفتحي خزانة ملابسك ، هل هي كما أمر الرسول صلى الله
عليه وسلم ؟ هل هي كما كانت ترتديها أمهات المؤمنين والصحابيات ؟ هن كن
يطلن ملابسهن ذراعا لكي لا ينكشف جزء من أقدامهن وطالبن بذلك ، وليسترن
جميع بدنهن بستر تام من أفتاك بأن كشف صدرك وظهرك وكل ذراعك وجزء من فخذك
ولبس الملابس الضيقة من بنطلونات وغيرها و بلايز تكشف جزءاً من البطن و
غيره من الجسد ، من أفتاك بأن ما سبق حلال؟ .
و أعود لأسألك : تخيلي نفسك واقفة أمام الرسول
صلى الله عليه وسلم وأنت بهذه الملابس الكاسية العارية وسألك كيف لبستيها
؟ ماذا سيكون جوابك ؟ .

أختي المسلمة :

نحن جميعا نعاني من التقصير والوقوع في الذنوب ، فلنجعل من رغبتنا في
النصرة سبيلا لاتباع هدي أمهات المؤمنين ، زوجات الحبيب صلى الله عليه
وسلم هدفنا ولا نتواكل ، ولننظر كيف ينصر الكفار دينهم ، انظري إلى
الراهبات النصرانيات وغيرهن في الأديان الباطلة ورددي دائما قوله تعالى : {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (139) سورة آل عمران ، ولنقل لكل من يقدم لنا إسلام موديل 2008 م { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (55) سورة النمل ، وتأملي قوله تعالى : { وَلَا
يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ} (31) سورة النــور ،
فإذا كانت المرأة منهية عن ضرب الرجل خوفا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه ؟ وكيف بكشف البدن؟ .
أختي المسلمة:
اسألي نفسك لو كان إنسان في القمة ثم نزل منها باختياره للقاع ماذا تقولين عنه؟
وأنت في بلادي الغالية في القمة في حجابك الكامل وعدم اختلاطك بالرجال
وعدم منافستك لهم في كل الوظائف وأنت القمة ؛ لأنك في الأرض التي درج
عليها الحبيب صلى الله عليه وسلم وعاش حتى مات .
فهل تنزلين من هذه القمة لدعاوى مغرضة وخطط شيطانية وفتاوى ضعيفة لتكوني في انحدار نحو القاع؟! .

أخيرا:

كوني في القمة في النصرة بصورة متكاملة ولا تأخذي من الدين ما يعجب نفسك الأمارة بالسوء،
لنكن جميعا ناصرات للحبيب صلى الله عليه وسلم في كل حياتنا ، وبالذات نحن
النساء في اتباع طريقة زوجاته رضي الله عنهن ، فهل نشمر من الآن ؟


00
0

منقولــ ..

00
0
[/size]